
أطلقت إذاعة “صوت الخليج” في شهر رمضان المبارك عددا من البرامج الأسرية و التربوية من أبرزها برنامج “ومضات تربوية” الذي يناقش العديد من قضايا الأسرة و أساليب التربية ، ما يحمل في طياته فائدة كبيرة وإجابات مهمة لمعظم ما يدور في خلد الوالدين حول سلوكيات الأبناء و كيفية التعامل معها .//
معد و مقدم البرنامج هو السيد “ناصر الهاجري” و هو مستشار أسري متخصص في مركز الاستشارات العائلية “وفاق” ، و مدرب قانوني معتمد ، و محاضر متمرس في الشؤون الأسرية و أساليب التربية ، ومشارك في العديد من برامج التوعية الأسرية و المجتمعية ،و معد و مقدم برامج تربوية على تلفزيون قطر و قناة قطر اليوم ، ويقدم حالياً برنامج”ومضات تربوية ” على “صوت الخليج” الذي يعتبر امتداداً لتلك النجاحات ، وهو خلاصة خبرة سنوات طويلة في مجال العمل الاجتماعي ، و قد كان لموقع “صوت الخليج” الرسمي هذا اللقاء معه.//
=====================================
** “ومضات تربوية” الذي يبث في شهر رمضان المبارك على “صوت الخليج” هو برنامج يهدف إلى تعزيز قيمة الأسرة والتربية في المجتمع و هي ليست تجربتك الأولى ، لو تحدثنا في البداية عن دور الإعلام في دعم قضايا الأسرة و إلقاء الضوء على مجهودات المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي ؟؟
** لا يخفى على أحد دور الإعلام في إبراز الهوية المجتمعية ودوره في تماسك الأسرة رغم قلتها ، و هذه البرامج تتميز بالجودة ولكنها قليلة جدا ، و أجد “صوت الخليج” رائدة في مجال جودة المحتوى، خصوصا في شهر رمضان الفضيل ، و أتمنى أن يستمر هذا التعاون لما بعد رمضان ، كما أن كل وسائل الإعلام القطرية لديها جهود جبارة بخصوص الاهتمام بالشأن الأسري و التربوي ،و سبق لي أن قدمت برامج أسرية في تلفزيون قطر و قناة قطر اليوم و هي برامج هادفة عن الأسرة ، و ما يميز برنامج “ومضات تربوية” على صوت الخليج تركيزه هذه المرة على الأبناء و علاقتنا بهم و أسس التربية السليمة .//
** ما هي أهم الموضوعات التي تم اختيارها لطرحها عبر “ومضات تربوية” على صوت الخليج؟؟ و ما السبب في أختيار تلك الموضوعات تحديدا ؟ .
** الأبناء هم محور حلقات برنامج “ومضات تربوية” ، ففي السنوات السابقة أسهبت فيما يتعلق بموضوع الأسرة بشكل عام و الآباء وأهمية اختيار الشريك عبر المحاضرات و الندوات و اللقاءات ، أما الأبناء فلم ينالوا نصيبهم من الاهتمام خصوصا أن الأبناء هم الضحية في كل تقصير أو خلاف يقع بين الوالدين ، ومن هنا كانت الانطلاقة مع برنامج”ومضات تربوية” و أتمنى أن تحمل الحلقات الكثير من الفائدة للآباء و الأمهات .///
** الأب و الأم كانا محوري الحلقات الأولى من “ومضات تربوية” وكنتَ قد تحدثتَ في محاضرات توعوية سابقة عن “التربية الوالدية” و تأثير العلاقة بين الوالدين على تنمية صحة الطفل النفسية ، هل تم إثبات هذا بالأدلة العلمية الكافية ؟؟؟
** الوالدان يشكلان محور أي موضوع يتعلق بصحة الطفل النفسية ، و هما أساس و سقف هذا البيت ، فإذا كانت علاقتهما وطيدة نما الطفل بصورة صحيحة و بالتالي سيكون قادرا على قيادة عائلة بنجاح في المستقبل ، و هذا بالطبع مثبت علميا فقد أكدت العديد من الأبحاث العلمية أن علاقة الأبوين مع بعضهما البعض و علاقتهما مع طفلهما و طريقة تعاطيهما معه ، تأثر إيجابا على نفسيته و تنشئته و تجعل منه شخصا قويماً .//
** تعمل مستشاراً أسرياً بمركز الاستشارات العائلية “وفاق” الذي يقدم خدمات وقائية و علاجية متخصصة ، ما طبيعة هذه الخدمات ؟؟ و كيف يمكن الحصول عليها؟؟
** صحيح ، أعمل مستشاراً أسرياً و مديراً إدارياً في “وفاق” مركز الاستشارات العائلية ، و هو أحد المراكز المنضوية تحت المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي التي تقوم بعمل جبار على الصعيدين الوقائي و العلاجي ، و الوقاية تسبق العلاج ، فالخدمات الوقائية هي عبارة عن مجموعة من المحاضرات و الدورات بهدف التوعية و التثقيف و تتم الدعوة إليها عبر منصات التواصل الاجتماعي ، و تشهد تجاوبا جماهيريا واسعا ، أما الخدمات العلاجية فتكون بطلبٍ من العائلة و بطريقةٍ ودية وهي الأفضل لأن إمكانية التوصل لحلول يكون أكبر ، لمن يمتلكون نظرة مستقبلية لأهمية محاولة حلّ الخلاف قبل الوصول إلى المحاكم ، و يتم عبر الاتصال بالهاتف أو بالحضور الشخصي لمقر مركز “وفاق” ، كما نقدم خدمات ما قبل الزواج لدراسة مدى توافق الطرفين عبر اختبارات و مقاييس خاصة للراغبين بها ، أما بعد الزواج فهناك خدمات تختص بحالة الزوجين النفسية عبر قياسات و اختبارات خاصة ، تكشف المعضلة و تقدم حلولا مبتكرة .///
** هل بالفعل هناك ثقافة عامة في مجتمعاتنا حول ضرورة الحصول على استشارة جهة موثوقة في مجالات الاستشارات الأسرية والزوجية والتربوية ؟؟
** مع الأسف أن ثقافة الاستشارة في مجتمعاتنا ما زالت في طور النمو ، فالناس يلجؤون للأصدقاء و مستشاري السوشيال ميديا غير المعتمدين و أغلبهم من المدعين وممن لديهم قصور في هذا المجال ،و بالنهاية يلقون اللوم على الجهات المختصة في حال لم يقدموا الحلول المناسبة ، و السبب الحقيقي هو استشارة غير المختص أو هو التأخر في الاستشارة .//
** التخطيط لأسرة ناجحة يبدأ من “اختيار شريك الحياة” و هو محور العديد من المحاضرات التوعوية التي قدمتها لفئة الشباب ، هل يمكن إيجاز أهم النقاط الواجب توافرها في الشريك الأمثل؟؟
** إن كيفية اختيار شريك الحياة هو محور كل محاضرات المقبلين على الزواج ، و قد قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ” فاظفر بذات الدين تربت يداك ” فبعض الشباب اليوم مع الأسف يبحث عن الجمال و النسب و الجاه أما الدين فهو آخر ما يسأل عنه ، و المفروض أن يكون مقدما و أن يكون لديها ثقافة دينية كافية ، أما بالنسبة للرجل فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ” إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ” ، فالموازنة ضرورية في مسألة الاختيار فيجب أن يكون رجلاً متزنا و على دين و خلق ، و يعمل و لديه دخل مناسب .//
** كيف يمكن تعزيز المهارات الأسرية و بالتالي بناء علاقات أقوى داخل إطار الأسرة الواحدة “؟؟
التواصل الفعّال و المشاركة هما أساس أغلب المهارات الأسرية ، فتطويرها مرهون بالنقاش و الحوار و التعلم و الثقافة و القدوة الحسنة و الالتزام بالتعاليم الدينية .//
** تعولون كثيرا على الحوار البنّاء داخل إطار الأسرة كلغةٍ للتواصل والتقارب و توطيد الروابط الأسرية ، لماذا ؟؟؟
** مثلاً لولا وجود الجوال لما كان من السهل التواصل بين الأفراد باعتباره وسيلة فعالة للتواصل ، وهذا ينطبق على التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة ، أقصد أن التواصل يجب أن يكون فعالا وبناء لكي يكون مؤثرا ، والرسالة يجب أن يكون مفادها واضحا و بأسلوب راقٍ و مهذب حتى تصل إلى القلب و المسامع و الحواس ، فستؤثر بالطريقة الصحيحة ، و بالتالي سيكون التواصل الفعال هو ديدن هذه الأسرة.////
** ما أهمية تدشين عيادة “وتد” مؤخرا و ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها ؟؟؟
** عيادة “وتد” تم تدشينها بهدف حل الخلافات الأسرية فورا عبر الاتصال الهاتفي المباشر ،أو بالحضور و تقديم الدعم المطلوب من كل الجوانب نفسيا و اجتماعيا و قانونيا ، كما يتم توجيه طالبي الاستشارة للجهات المعنية الخاصة بحالتهم ، و هذا يساهم في تجنب الأخطاء خصوصا القانونية ، فالدولة عينت مستشارين مختصين في هذا المجال .//
** “التربية الإيجابية” مصطلح يتم تداوله بشكل كبير هذه الأيام و تحث عليه “وفاق” بشكل كبير ماهي مقومات التربية الإيجابية ؟؟؟
** “التربية الإيجابية” تعني وجود أسرة متكاتفة و لديها قدوة حسنة ، أب و أم صالحان قولا و عملا و ليس مجرد كلام و حتى نتمكن من الوصول إلى بر الأمان و بالتالي تحقيق القدرة على تربية جيل جديد ، وهنا أكون قد اكتسبت كأب مهارة و طورت منها ليستفيد أولادي و أحفادي ، فمثلا لا فائدة من دفع أولادك للصلاة في المسجد بينما أنت تجلس في مجلسك ، كن لهم قدوة حسنة .//
** غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأبناء وضرورة تقديم قدوة حسنة هل هي بالفعل مهمة الأبوين ،حيث أثبتت بعض الدراسات أن تأثير البيئة والمجتمع أقوى بكثير بدليل اختلاف القيم الأخلاقية للأخوة في داخل الأسرة الواحدة “؟؟؟
** لا شك أن تأثير الوالدين في غرس القيم وتقديم القدوة الحسنة منذ نعومة أظفار الأطفال قوي جدا ، وهذا له أثر إيجابي في نفسية الطفل كالنقش في الحجر ، لكن تأثير المجتمع أيضا لا يستهان به ، وله وجهان ، إيجابي وسلبي ، وهنا أقصد كل ما هو محيط بالطفل في المجتمع مثل الأصدقاء والإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي ، وبالفعل أكدت الدراسات أن تأثيرها قد يكون أقوى من الوالدين ، لذلك نعود لدور الوالدين في حمايتهم من كل ماسبق ، عبر التواصل الجيد مع الأبناء و مراقبة الطفل بحيث يتم التأكد من عدم تلقيه إلا ما هو جيد و مفيد.//
** كيف تقيّم تجربة تقديم “ومضات تربوية” عبر “صوت الخليج” ؟؟
** قدمت من خلال برنامج “ومضات تربوية” قيم ثمينة لمن يستحقونها ، ومن اسمها لها قيمة والقيمة لها معنى كبير في هذه الأسرة ، أترك التقييم للمستمع الكريم وأسأل الله عز وجل أن يكون في ميزان حسناتي و ميزان حسنات كل من استمع إلى ما قدمته و نقله إلى الناس .//
** كلمة أخيرة لجمهور متابعيك على “صوت الخليج”؟؟
** أعزائي مستمعي “صوت الخليج” و متابعي برنامج “ومضات تربوية” تعلمون أنني قدمت البرنامج بدعمٍ من كثير منكم ، وأتمنى أن يكون قد نال إعجابكم ووصل إلى مسامعكم و أحاسيسكم ، وأتمنى أن يكون المستفيد الأكبر أنتم و أولادكم ، وأسأل الله العظيم أن يوفق القائمين على إذاعة “صوت الخليج” وجزاهم الله عنا و عنكم كل خير.///