
لقاء الأستاذة عزة الغامدي
المستشارة الأسرية السعودية عزة الغامدي لموقع صوت الخليج :
– شهر رمضان يعتبر فرصة تربوية رهيبة لغرس العادات في نفوس الأبناء.
– كثير من وسائل الإعلام في رمضان تقدم ما لا يفيد ويجب مواجهة هذا التحدي .
– تعاملت مع كادر على قدر عالي من الاحترام والخلق الطيب في صوت الخليج ، ولم أشعر معهم بالغربة .
– قطر بلدي الثاني ، ولدى أهلها وناسها صفات أهلي في المملكة العربية السعودية .
لها من سحر الحديث وروعة الكلام ما يميزها ، مثقفة ، واعية ، ناضجة ، وعلى قدر كبير من العلم والإبداع والاطلاع ، وأكثر ما يميزها بساطتها ، وأسلوبها الناعم في إيصال الفكرة والمعلومة ، وكأنه السهل الممتنع .
المستشارة الأسرية والتربوية عزة الغامدي ، مدربة الحياة المعتمدة من الاتحاد الدولي للكوتشينغ ، ورئيسة مؤسسة صنع الحياة للاستشارات الإدارية والتنمية البشرية في السعودية ، ومديرة الأكاديمية السعودية للتدريب ، التقت موقع إذاعة صوت الخليج الإلكتروني ، وذلك خلال زيارة عمل إلى مقر الإذاعة في الدوحة ، أسفر عن محتوى تسجيلي مميز ، يتم بثه حالياً خلال شهر رمضان المبارك على أثير الإذاعة .
حاورتها : دينا أبو شنب .
١- نرحب بك وبما أننا دخلنا فعلياً شهر رمضان المبارك ، ما هي النصائح الازمة لنا حتى يكون رمضان موسمًا للسعادة الأسرية ؟
مع دخولنا الشهر الفضيل أنصح كل شخص بتصفية نيته قدر المستطاع ، ومحاولة دخول رمضان بالخير والبركة والحرص على حل أي مشكلات حاصلة في حياته ، لأن رمضان يعتبر فرصة رائعة لتصفية الخلافات وتهدئة النفوس والمشاحنات ، وأن يضع في اعتباره أنه وقت ثمين للدعاء والأجر والحسنات المضاعفة، وفرصة كذلك للبدايات الجديدة .
من المهم أيضا التركيز على أن الشهر الفضيل هو فرصة لتحسين العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة ، والحرص على التجمع الجميل للأسرة ، الذي يحمل الرضا والمحبة والمودة ، أنصح الزوجة بأن تهتم بترتيب بيتها بطريقة مفرحة تستقبل بها شهر رمضان ، وذلك من خلال وضع لمسات ناعمة كفيلة بإضفاء إحساس مختلف ، كما أنصح الزوج بالحرص على أن يكون وقت السحور والفطور وقتاً أسرياً ، يحظى أفراد العائلة فيه بمتابعة شيء طيب ، أو التحدث في أمور جيدة ، يتخللها المديح والكلام الجميل ، وجميل أن يأخذ أبناءه أو زوجته وبناته إلى صلاة التراويح ، لأن كل هذه الأنشطة من شأنها أن تقوي الألفة والمودة وتكسر الروتين ، فكما أن رمضان هو شهر عبادة ، فإنه كذلك فرصة لتقوية العلاقات .
٢- إلى أي مدى يمكن أن تزرع المشاركة في المهام المنزلية خلال شهر رمضان عدد من القيم التربوية التي تغرس في قلوب الأبناء ؟
هذا الأمر مهم جداً لأن شهر رمضان يعتبر فرصة للأبوين لكي يزرعوا في نفوس أبنائهم المسؤوليات والانضباط من ناحية عدة أمور ، كالصلاة وقراءة القرآن وتخصيص وقت لكل شيء .
من الجيد أيضاً اغتنام الوقت الرئيسي لإعداد الفطور والتجهيز له ، وهنا يبدأ دور الأهل الذكي من خلال تقسيم المهمات على الأبناء وتنظيم الوقت ، دور الأب مهم جداً ، نعلم أن أغلب الآباء قد لا يتمكنوا من القيام بالمساعدة في التجهيز للفطور أو السحور بسبب ظروف العمل ، بالتالي إن استطاع الزوج أن يساعد زوجته فهو أمر جيد ، وإن لم يستطع فمن الجيد توجيه الأبناء ودعم الأم من خلال طلب مساعدتها ، الأمر الذي يغرس لديهم الرحمة والمودة والتقدير للأم ، وهناك مبدأ آخر نستطيع أن نعلمه للأبناء من خلال طلب مساعدة العاملة المنزلية ( إن وجدت ) ، وهو كسب الأجر والثواب ، ولا بد من إلغاء فلسفة أن يكون معظم الوقت خلال رمضان في المطبخ ، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على روحانية الشهر خاصة في فترة ما قبل الإفطار .
يمكن كذلك إضافة لمسات تضفي البهجة كإجراء بعض التغييرات على غرفة تناول الطعام مثلاً ، والحرص على تعليم الأبناء أهمية الدعاء والحديث عن ليلة القدر والصدقة ، وبيان الجوانب الإيجابية بطريقة ممتعة وأسلوب ترفيهي ، أعتقد أن شهر رمضان يعتبر فرصة تربوية رهيبة لأي عادات يريد الأهل غرسها في نفوس الأبناء ، وهو وقت مناسب جداً لتعويدهم على أخلاق إسلامية وتربوية ، بالإضافة إلى تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة .
٣- كثير من ربات البيوت يصبن بالقلق خوفا من أن تتكدس عليهن المهام المنزلية وهن صائمات ، كيف يمكن أن تنجز الأم مهامها اليومية وتؤدي ما عليها من عبادات دون الشعور بالمشقة والحيرة ؟
أساس نجاح أي مهمة هو تنظيم الوقت ، وإدارة وترتيب الأولويات ، لا بد أن تجهز الأم أو الزوجة نفسها قبل انطلاق شهر رمضان بفترة ، وأن تقوم بترتيب أولوياتها جيداً سواء كانت أماً عاملة أو ربة منزل ، حيث أن الأولويات تختلف بين الأم العاملة والأم ربة المنزل ، من حيث تجهيزات البيت واحتياجاته ، من الضروري كذلك أن تضع في اعتبارها أن ما يجعل الشخص ناجحاً ، هو تنظيم الوقت بالشكل الصحيح ، والتجهيز قدر الإمكان قبل دخول الشهر الكريم ، بالإضافة إلى تنظيم المهمات بعد دخول رمضان بتخصيص وقت للطهي مثلاً ، وآخر لقراءة القرآن أو للصلاة ، أو لتحضير سفرة الطعام ، أو للجلوس والاسترخاء ، وغيرها من المهمات الأخرى ، هذا التنظيم للوقت وإدارة وترتيب الأولويات بواقعية ، ومن ثم الالتزام بالخطة الموضوعة ، سيسهم في نجاح أي أم ويجعلها متوازنة ، ويجب الوضع في عين الاعتبار أن من تريد الاستفادة من شهر رمضان ، لا يجب أن تعطي المطبخ أكثر من ساعتين في اليوم ، وضرورة اغتنام فترة ما بعد صلاة العصر بالصلاة والقرآن والعبادات أو متابعة شيء مفيد وقيم .
٤- في ظل التطور التكنولوجي المتسارع ، اليوم أصبحت الأسرة تواجه تحديات كبيرة في سبيل الحفاظ على تماسكها ، هل أنتِ راضية عن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام لمواجهة تلك التحديات ؟
وسائل الإعلام سلاح ذو حدين ، ونجد منها ما هو مفيد ومثري ولكنه بكل صراحة محدود وغير واضح على السطح ، وهناك أيضاً ما هو غير مفيد أو سيئ ، وهذا هو الطاغي ، المتابع للإعلام اليوم سيجد أن تركيزه في شهر رمضان ينصب إما للتسويق والطعام ووصفات الطهي وطرق تحضيره المختلفة والمتنوعة ، أو على البرامج الترفيهية والمسلسلات الدرامية والأشياء المضحكة ، هذا المحتوى الذي أتحدث عنه يتم تقديمه بإبداع رهيب ، وبالتالي يتسبب في إشغال الناس عن الهدف الأساسي من الشهر الفضيل ، ويؤثر على الروحانية داخل المنزل ، حتى أن هذا الشهر الكريم يكاد يكون شهر ترفيهي أكثر مما هو شهر للعبادة ، لولا مواجهة الأسرة لتلك التحديات وبذل مجهود مضاعف للحفاظ على تلك الروحانية .
أعتقد أن كثير من وسائل الإعلام في رمضان تقدم ما لا يفيد ، وتستغل الشهر الفضيل للترويج لما لا ينفع ، بل وتجعل نظرة المتابع له نظرة سطحية ودنيوية ، وتنسيه الآخرة ، وتؤثر على سكينة الأسرة ، وهنا أعتقد أن الطريقة المناسبة لمواجهة هذا التحدي هي تقسيم وقت اليوم ، والتركيز على أن هذا الشهر فيه أجر مضاعف والحسنة بعشر أمثالها ، وعلى ضرورة استثماره فيما هو مفيد ، ولكن ذلك لا يمنع من تخصيص وقت ترفيهي حتى نكون واقعيين مع أنفسنا ومع أفراد العائلة ، بشرط أن تكون الكفة الأكبر لما هو مفيد وجيد .
٥- ما هي المهارات اللازمة للشخص حتى يصبح مستشارًا ناجحًا ؟
أعتقد أن المستشار الناجح لا بد أن يكون عميقاً وصادقاً وواعياً ، ولا بد من الإشارة إلى أن الوعي يختلف عن العمق ، فالصدق بمعنى أن يكون حريصاً على أن يعطي بكل صدق وشفافية ، والعمق بمعنى أن تكون لديه القدرة على التحليل ، وألا يكون حافظ دون أن يفهم ، وألا يكون سطحياً ، وأن يرى ما لا يستطيع أن يراه الشخص العادي .
دائماً ما ندعو الله عز وجل بالقول : ” اللهم نور بصري وبصيرتي ” ، فالبصر يختلف عن البصيرة ، البصر هو أن ترى من الخارج ، أما البصيرة فهي أن تكون لديك القدرة على رؤية حال الآخر من الداخل ، وما إن كان يشعر بالرضا أم بالحزن ، مزاجه جيداً أم سيئاً ، قلقاً بشأن أمر معين أم مطمئناً ، عصبياً أم مرتاحاً ، حساساً أم طبيعياً ، وغيرها من الأمور الأخرى ، المستشار هو شخص قادر على إخراج الوجه الآخر من القصة التي يسمعها ، ولديه القدرة على إعطاء أبعاد أخرى لما يطرح أمامه من مواضيع ، وحلول فعالة للمشكلات .
٦- حدثينا عن تجربتك مع إذاعة صوت الخليج وزيارتك لها لتسجيل برنامج ( مساكن الحياة ) الذي يتم بثه حالياً عبر الأثير ..
هذا سؤال جميل جداً لأن تجربتي للحقيقة كانت رائعة وممتعة ، وأتمنى أن يكتب الله لنا الخير ، وقد تم تسجيل مواضيع كلها للأمانة هادفة وممتعة ، تتناسب مع روحانية الشهر الكريم .
تعاملت مع كادر جميل جداً على قدر عالي من الوعي والاحترام والثقة والخلق الطيب ، ولم أشعر بتاتاً بأنها أول تجربة لي معهم ، شعرت بأنني أعرفهم منذ زمن وسعدت بالجو العائلي والروحاني الذي وجدته ، ولم أشعر وأنا معهم بالغربة على الإطلاق ، سعيدة جدا بهذه التجربة وأتمنى أن تتكرر بإذن الله تعالى .
٧- ما رأيك بالمحتوى الثقافي والاجتماعي العام الذي تقدمه الإذاعة ، وباستضافتها خلال شهر رمضان المبارك لكوكبة من المستشارين والشيوخ الأفاضل ؟
توجه الإذاعة في شهر رمضان المبارك متميز جداً ، إذاعة صوت الخليج لها تأثير كبير جداً على مستوى الوطن العربي ودول الخليج ، وقد استفادت من هذا الأمر جيداً ، بوضع لمسات ممتازة وفعالة في شهر رمضان ، من خلال تقديم محتوى ديني أسري اجتماعي ثقافي هادف ومثري ومفيد ، كما أنها قدمت ولا زالت تقدم مقدمين وضيوف جديرين بالثقة ، ولهم القدرة على أن يفيدوا ويجذبوا ويستقطبوا المستمعين ، وهو أمر مقدر جداً .
٨- كيف كانت زيارتك لدولة قطر ؟ وما هي أهم الأماكن التي لفتت انتباهك ؟
ليست المرة الأولى التي أزور فيها دولة قطر ، حيث أنني زرتها من قبل بحكم العمل والتصوير وعمل دورات ، بكل صراحة أعتبر قطر بلدي الثاني وأشعر بأن أهلها وناسها لديهم نفس صفات أهل المملكة العربية السعودية ، هم بالفعل قلوبهم بيضاء ويتسمون بحسن التعامل وكرم الضيافة ولديهم أخلاق عالية تميزهم ، أشعر بأن قطر بكل صدق وأمانة جزء من بلدي .
بالنسبة للأماكن التي زرتها فقد كانت كثيرة ، ولفتت انتباهي أغلب الأماكن ومن بينها جزيرة المها وكتارا ، كما أن كل الحدائق التي زرتها جميلة وتفوز بلا منازع ، كونها تمتاز بالمساحات الواسعة والنظافة اللافتة والخضرة الساحرة ، بحر دولة قطر أيضاً جميل ومتميز ، وهو نظيف جداً والشواطئ فيها هادئة وراقية ، ولديها خيارات كثيرة من المطاعم والمجمعات التجارية ، في كل زيارة لقطر أستمتع للغاية ، وتجربتي فيها رائعة جداً .