
نوستالجيا الأغنية القطرية
منذُ القدم … بدأ الإنسان القطري غناءً …. يروي قصة ماضيه … و يرسم ملامح واقعه… ويهيم بقادمٍ ينتظره … نهاماً على متن سفينةٍ نحو مجهول… و رحالاً على ظهر إبلٍ نحو مأمول .. و محارباً يستل سيفه يأبى الأفول .. و ناسكاً يدعو ربه يرجو القبول.//
موروثٌ فنيٌ زاخر…أثقل كاهل ورثته… بزخمه و ثرائه …. جيل عرف قيمة ما ورث…
أغنيةٌ قطريةٌ فريدة … مثل دانةٍ وسط اللآلىء. …رجالٌ قرروا خوض رحلتهم ….
عرفوا أنهم أهلٌ لها….حملوا على عاتقهم همّها…حتى وصلوا بها إلى بر الأمان .//
للأغنية القطرية أبطالٌ … تفخرُ بهم ….و يعتزون بها ….
(صوت الخليج)… تعرفهم و يعرفونها …… كما تعرفهم أنت …
الحلقة التاسعة
الفنان و الملحن “إبراهيم علي الهيدوس“
توثيق : نانسي زهرة
تدقيق :عبد السلام جاد الله
إشراف عام :السيد سالم المنصوري
أحد أهم رموز فن الصوت والطرب الشعبي في قطر و الخليج ، وهوأحد المؤسسين الأوائل لـ”فرقة الأضواء”، فنانٌ وملحن قطرى يستند على رصيد زاخر من الأغانى الشعبية .//
ولد عام 1944 في مدينة الخور ، بدأ ممارسة فن الصوت طالباً فى المرحلة الابتدائية ، لم يكتشف موهبته أي أحد ، لكنه لاحظ تجمهر الطلاب من حوله أثناء الغناء باستخدام عوده الذي صنعه بنفسه ، وإصرارهم على وجوده في كل الرحلات المدرسية و في المعسكرات الكشفية ، حتى أصبح لديه ولع كبيربالطرب الشعبي ، ما دفعه في بداية الستينيات للانضمام لفرقة (مجلّي بن علي الغانم) للفنون الشعبية ، وتشجع للغناء فى الاحتفالات العامة و المدارس والأعراس و جلسات السمر .//
وفى عام 1963 أطلق أوّل أسطوانة خاصة به ، حملت اسم “من ذاق طعم الهوى ” من تسجيلات المهافون ، وهي الأسطوانة التي ضمت أغنية ” عيون المها الشهيرة والتي لاقت نجاحاً كبيراً .//
شهد العام 1966 لقاءه الأول بالموسيقار عبد العزيز ناصر في بيت الجسرة ، كان موسيقار قطر حينها هاوياً لا يتجاوز الثامنة عشرة ، طلب منه تعلم العزف على العود ، بحضور كوكبة من الشباب الموهوبين ، و ليتتلمذ على يدي الفنان (( إبراهيم علي) بعد ذلك ، عدد من رموز الطرب والموسيقى في قطر امثال الموسيقار ” حسن على ، والفنانين وليد عبدالله ومبارك مفتاح وعبدالرحمن الغانم ، و في نفس العام شارك في تأسيس فرقة الأضواء الموسيقية .//
عاصر افتتاح إذاعة قطر عام 1968،وبعد عام فقط عُين (إبراهيم علي ) كعازف عود بمراقبة الموسيقى والغناء بالإذاعة ، وكان من ضمن من اختارهم الخبير الفني ( تيسير عقيل) ، لتشكيل أول فرقة فنية للإذاعة ، ليسجل أكثر من 100 أغنية للإذاعة ، و 90 عملا من فن الصوت لتلفزيون قطر، قبل أن يُعيّن مشرفاً للمكتبة الموسيقية لأربعةٍ وأربعين عاماً.//
فاز عام 1980 بجائزة المركز الأول في مؤتمر الأغنية العربية في بغداد عن أغنيته “هيضتني يابحر” من كلماته و الحانه ،و مثّل قطر فى العديد من المهرجانات والمشاركات الخارجية ، فى الكثير من دول العالم منها ” انجلترا وفرنسا واسبانيا واليابان والصين وايطاليا ولبنان الكويت ، وسجل مجموعة من الأغانى لتلفزيون الكويت والبحرين أيضا.//
قدم ألحانه لعدد من فناني قطر و العالم العربي أمثال((فرج عبد الكريم، علي عبد الستار، محمد رشيد، ناصر صالح، عبد الرحمن الماس ، صقر صالح، دلال الشمالي ، فايزة إبراهيم))وغيرهم الكثير .//
تعامل شعريا مع في ((حمد محسن النعيمي ، سعيد بن سالم المناعي،مطر عبدالله، خالد العياض ، وحسب رأيه فمن أشهرشعراء فن الصوت ، ” البهاء زهير ” ومن شعراء اليمن ” يحيى عمر ” والمعنى ، وعبدالله الفرج من الكويت وسعيد بن سالم المناعى من قطر وقدم له قصيدة “يا فرحة العيد”و ” يا من رمانى “.//
الفنان (إبراهيم علي) هو العلامة المميزة لفن الصوت الذي ارتبط اسمه به ، رغم إتقانه لكل ألوان الفنون الشعبية ، ومازال حتى الآن يحمل على عاتقه مهمة توثيقه و تدريب جيلٍ جديدٍ لحمل الرسالة ، متمنياً أن يمد الله في عمره لإنهاء مهمته ،، ففي قطر غاب كلُ كبار الصوت ليبقى الفنان (إبراهيم علي) آخر السلاطين .//
—-